المتحف القومى للحضارة
علي بُعد أمتار من دار الوثائق القومية، ومجمع الأديان، في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة ويتمتع بإطلالة بحيرة عين الصيرة، يقع واحدا من أضخم وأكبر متاحف الآثار في العالم، حيث تصل مساحته إلي أكثر من 140 ألف متر مربع، وبذلك يستوعب ما يقرب من ٥٠ ألف قطعة أثرية تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية، وذلك منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث. المتحف القومي للحضارة المصرية، حيث ستحكي قطعه الأثرية مراحل تطور الحضارة المصرية، ويضم سبعة معارض مختلفة، أهمها المعرض الرئيسي الدائم، والذي سيعرض أهم إنجازات الحضارة المصرية، بالإضافة إلى ستة معارض أخرى تتناول موضوعات: الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية. يتميز المتحف، بفخامته وإتساعه، تلك الفخامة يشعر بها الزائر بمجرد أن يطأ بقدميه ذلك مدخل المتحف المحاط علي جانبيه بالأعمدة الضخمة، والذي يعبره وصولًا إلي قاعة العرض المؤقته، والتي تعرض الكثير من الصناعات المصرية علي مر العصور، كالصناعات الفخارية والمنسوجات والأزياء والحلي الذهبية والفضية، وتظهر تلك الصناعات مدي تطور المصنوعات الفخارية والزجاجية في مصر القديمة والوسطي والحديثة، لذا يوجد داخل البهو العديد من المجسمات للصانع المصري، بمختلف المهن التي احترف العمل بها، بجواره بعض الآدوات الخشبية والكراسي التي كان يجلس عليها، بالإضافة إلي الكثير من الأواني الخزفية والجداريات والأبواب، والتي تؤكد براعة الصانع المصري. كما يوجد داخل البهو أحد أندر الأثار المصرية علي الإطلاق، وهو تابوت "الكاهن نجم عنخ" العائد من "الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ان إستردته مصر من ضمن الأثار المستردة، ويعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وذلك عندما حُكمت مصر من قبل الأسرة البطلمية، وكان كاهنًا كبيرًا للإله "هيرشيف" في مدينة هيراكليوبوليس، ويقع بمركز أهناسيا بمحافظة بنى سويف حاليا. ويعد متحف الحضارة المصرية أحد أهم محاور تطوير منطقة "الفسطاط" الأثرية، تلك المنطقة التي تُعد أول عواصم مصر الإسلامية، لذا تم تطوير بحيرة "عين الصيرة"، والتي تصل مساحتها أكثر من 2 مليون متر مربع، ومن داخل المتحف يمكن مشاهدة العديد من المباني الاثرية القريبة، وعلي رأس تلك المباني قلعة محمد علي باشا، وقد قام بتصميم المعارض الداخلية للمتحف، المهندس المعماري الياباني أراتا إيسوزاكي، في حين حصل الدكتور الغزالي قصيبة أستاذ العمارة بكليه الفنون الجميلة بالقاهرة علي حق الاستشارة المعمارية. أما عن الهرم الزجاجي أعلي متحف الحضارة، فلم تحدد إدارة المتاحف حتي الأن كيف سيمكن استغلاله، حيث يقترح البعض استغلاله كفندق بانورامي يتيح لنزلائه مشاهدة المباني الأثرية المحيطة به، في حين يقترح البعض الأخر تركه كمعرض بانورامي يطل علي القاهرة القديمة، فالمتحف يقع وسط أول مضاحية تم انشائها في القاهرة منذ 1400 سنة مضت. ومن الجدير ذكره أنه تم فتح القاعة المركزية بالمتحف القومى لتضم حوالى 1600 قطعة أثرية من مختلف العصور، التى تعود إلى 35 ألف سنة، وحتى العصر الحديث، فضلا عن قاعة المومياوات الملكية والتي تضم 22 مومياء لملوك مصر القدماء كما يعتبر متحف الحضارات الوحيد والمتفرد من نوعه لأنه يتميز بعرض قطع أثرية من مختلف العصور، بطريقة عرض مميزة ومبهرة حسب طبيعة كل قطعة أثرية، حيث أن ما يرى خلال عرض المومياوات الملكية يشعر المشاهد بأنه داخل مقبرة كل ملك. يذكر أن موكب المومياوات الملكية انطلق من المتحف المصري بالقاهرة متجها إلى متحف الحضارات حيث ضم الموكب 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم: "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى".